الرأي، فلا تعتمد على مشورتهم بل اعتمد على الله {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} فهنا أمر بالأسباب والاعتماد على الله عزّ وجل، الأسباب هي المشورة، والاعتماد على الله هو التوكل عليه، فما معنى التوكل؟ معنى التوكل هو الاعتماد على الله عزّ وجل في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله وشعور النفس بأنها محتاجة إلى الله.
قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}:
لما أمره بالتوكل بيَّن الثمرة العظيمة من هذا التوكل، وله ثمرات كثيرة منها هذه الثمرة التي ذكرها الله {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} أي: إن الله يحب المتوكلين عليه.
[من فوائد الآية الكريمة]
١ - بيان رحمة الله عزّ وجل بنبيه - صلى الله عليه وسلم - وبأمته، وذلك بجعله لينًا لهم، فهذه رحمة به وبهم.
٢ - أنه ينبغي لمن له سيادة في قومه أن يكون لينًا ليتعرض لرحمة الله عزّ وجل، دليل ذلك واضح، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيد قومه بل سيد الأمة جميعًا فألانه الله لهم.
٣ - أن اللين أولى بكثير من الفظاظة والشدة؛ لأن الله جعله من الرحمة، ولكن الفقهاء رحمهم الله لما ذكروا ما ينبغي للقاضي أن يتأدب به قالوا: ينبغي أن يكون لينًا من غير ضعف؛ لأن بعض الناس قد يكون لينًا ويكون بسبب لينه ضعيفًا غير حازمٍ، وهذا نقص في اللين، لكن ينبغي أن يكون لينًا مع الحزم والقوة في موضعها؛ لأن القوة في موضعها حكمة، فاللين إن ضاعت منه الحكمة فهو مذموم، وإن اجتمع مع الحكمة فهو محمود.