الإنسان على فعل ما طلب منه أو ترك ما نهي عنه؛ لقوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا}.
٣ - الحث على الصبر بل الأمر بالصبر؛ لقوله:{اصْبِرُوا} وهو في الحقيقة مشترك، قد يكون "واجبًا" وهو الصبر على الواجب وعلى ترك المحرم وعلى الأقدار المؤلمة.
وقد يكون "مستحبًا" وهو: الصبر على المستحبات أو على ترك المكروهات، فإن الصبر هنا ليس بواجب لكنه أكمل وأفضل.
٤ - الأمر بالمصابرة، وأن الإنسان يصابر من يضاده ويعد له، فإن العاقبة ستكون له عليه إذا صابره امتثالًا لأمر الله عزّ وجل ورجاءً لثوابه، وتحسبًا للعاقبة الحميدة التي تكون فيها الدائرة على مَنْ ضاده.
٥ - الأمر بالمرابطة، والمرابطة إن كانت على واجب فهي واجبة، وإن كانت على مستحب فهي مستحبة، حسب الأمر المرابط عليه.
٦ - الأمر بالتقوى، و"التقوى" واجبة لأنها اتقاء الوقوع في المحرم إما بترك الواجب وإما بفعل المحرم.
٧ - النتائج الحميدة لمن قام بأوامر الله من الصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى وهي -أي: العاقبة الحميدة- الفلاح؛ لقول الله تعالى:{لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
* * *
وبذلك انتهت الدروس العلمية المسجلة التي كان يلقيها فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين في تفسير سورة آل عمران. تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.