الجملة استئنافية، وهي كالتعليل لما قبلها من حيث المعنى، كأنه يقول: إنما لا يهديهم الله لأنهم ظلمة. {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}. الذين ظلموا أنفسهم حيث بان لهم الحق، واتَّضح وجهه، ومع ذلك كفروا.
"وشهدوا" معطوفة على كفروا، ولكن يُحتمل معنى آخر، وهو أن تكون للحال، يعني: وقد شهدوا أن الرسول حق، وكفروا بعد إيمانهم.
{أُولَئِكَ}: أي المشار إليهم، وهم الذين كفروا بعد إيمانهم، وشهدوا أن الرسول حق، وجاءهم البينات، وأتى بصيغة الإشارة على وجه البعد إشارة إلى انحطاط مرتبتهم؛ لأن الإشارة إلى القريب بصيغة البعد قد تكون إشارة إلى علو المرتبة، وقد تكون إشارة إلى انحطاط المرتبة، وهنا إشارة إلى انحطاط مرتبتهم، فهم لانحطاط مرتبتهم بعيدون، يُشار إليهم إشارة البعد.
{جَزَاؤُهُمْ}: مكافأتهم على عملهم. {أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ}: (على) تُفيد أن اللعنة أتتهم على وجه الاستحقاق، ومن أمر عالٍ؛ لأنها لعنة الله، ولعنة الله هي طرده وإبعاده عن رحمته، أي: أنه سبحانه وتعالى طردهم وأبعدهم عن رحمة الله.
و(لعنة الملائكة) الملائكة: جمع مَلَك وأصله (مألك) وهي من (الألوكة) وهي الرسالة، لكن صار فيه إعلال بالقلب، يعني قلب المكان وليس قلب الحرف، وذلك بأن قُدِّمت اللام وأُخرت