يخفف عنهم العذاب دائمًا؛ لأنهم عارفون أنهم مخطئون بل خاطئون، ولذلك طلبوا أن يُخفف عنهم العذاب يومًا واحدًا، ولكن لن يكون ذلك.
ولهذا قال:{لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ} العذاب: العقوبة.
{وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ}: أي يُمهلون ويؤخرون، بل يُبادرون بالعذاب.
وتأمل قوله تعالى:{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ}[الزمر: ٧١]. وقال في أهل الجنة:{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}[الزمر: ٧٣](جاءوها وفتحت) فصار هناك فرق بين هؤلاء وهؤلاء؛ لأن أهل النار يُبَادرون لفتحها فيقابلهم العذاب أول ما يقدمون عليها.
وأما أهل الجنة فإنهم إذا وصلوا إلى الجنة وقفوا على قنطرة بين الجنة وبين النار، فيُقتص لبعضهم من بعض، اقتصاصًا خاصًّا، غير الاقتصاص الأول الذي يكون في عرصات القيامة من أجل أن يزال ما في قلوبهم من الغل والحقد، حتى يدخلوا الجنة وهم على أصفى ما يكونون من المودة، إخوانًا على سررٍ متقابلين.
ولهذا نقول في الواو هنا: إنها (عاطفة على جواب الشرط المحذوف) حتى إذا جاءوها حصل كيت وكيت، وفُتحت أبوابها. وليست زائدة كما قيل به، ولا واو ثمانية كما قيل به أيضًا، بل هي واو عاطفة على الوجه المعتاد والمعطوف عليه محذوف.
{وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} أي: لا يُمهلون ويؤخر عنهم العذاب،