من حديث أبي هريرة مرفوعًا:(لا تنزع الرحمة إلا من شقي) هذا لفظ الترمذي. وقال هذا حديث حسن، وفي بعض النسخ صحيح.
وفي المعجم الأوسط، والصغير للطبراني، من حديث أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيت فيه نفر من قريش فأخذ بعضادتي الباب. فقال: هل في البيت إلا قرشي؟ فقالوا: لا إلا ابن أخت لنا. قال: إن ابن أخت القوم منهم. ثم قال: إن هذا الأمر في قريش ما إذا استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا قسموا أقسطوا، ومن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
قال المنذري: رواته ثقات.
وفي كتاب الزهد للإمام أحمد- بسنده- عن أبي صالح عبد الرحمن بن قيس مرسلًا: إن الله- عز وجل- رحيم. لا يضع رحمته إلا على رحيم، ولا يدخل جنته إلا رحيم. قالوا: يا رسول الله إنا لنرحم أموالنا وأهالينا. قال: ليس بذلك ولكن ما قال الله- عز وجل-: {حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}.
وفي الترغيب والترهيب، لأبي القاسم إسماعيل الأصبهاني، بسنده، عن أبي هريرة مرفوعًا:(لن يلج الجنة إلا رحيم)، فقال بعض الصحابة: كلنا يا رسول الله رحيم. قال:(ليس برحمة أحدكم خاصة حتى يرحم الناس عامة).
وروى الحاكم في المستدرك، والطبراني نحوه من حديث أبي موسى الأشعري بلفظ:(لن تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على ما تحبون عليه؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: (أفشوا السلام بينكم تحابوا والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تراحموا) قالوا: كلنا رحيم قال: (إنه ليس برحمة أحدكم ولكن رحمة العامة).
قال الحافظ عبد العظيم المنذري: رواته رواة الصحيح.
وروى أبو يعلى الموصلي، والطبراني نحوه من حديث أنس بلفظ:(والذي نفسي بيده ولا يضع الله الرحمة إلا على رحيم. قلنا: يا رسول الله كلنا رحيم. قال: ليس الرحيم الذي يرحم نفسه وأهله خاصة ولكن الرحيم الذي يرحم المسلمين).