[فصل (١٩): ومما يستحب للآمر بالمعروف أن يكون قصده رحمة الخلق والنفقة عليهم]
ومما يستحب للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر القائم في حدود الله- أعانه الله تعالى- أن يكون قصده رحمة الخلق كلهم والنفقة عليهم، بكف الناس عن المنكرات التي تسبب الدمار في الدنيا والعقوبات في الآخرة.
قال الله تعالى:{محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفَّار رحماء بينهم} غلاظ كالأسد على فريسته. قيل: المراد {وبالذين معه} جميع المؤمنين، {رحماء بينهم} أي يرحم بعضهم بعضًا.
وقيل:(متعاطفون متوادون).
وقد سبق نظير هذه الآية في أوائل الكتاب- قوله تعالى- { ... أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ... }.
فالرحمة- بفتح الراء المهملة- الحنو والعطف الرقة رحم يرحم إذا حن ورق وتعطف. والله أعلم.
(وفي الصحيحين من حديث- أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنما يرحم الله من عباده الرحماء) في (الرحماء) يجوز الرفع والنصب. والله أعلم).
وفيهما- أيضًا- من حديث جرير بن عبد الله مرفوعًا:(من لا يرحم الناس لا يرحمه الله- عز وجل-) وفي رواية: (لا يرحم الله من لا يرحم الناس).
ورواه أحمد- في المسند- وزاد ( ... من لا يغفر لا يغفر له).