وَجَزَاهُمْ عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ أَكْرَمَ الْجَزَاءِ.
فَلَمَّا صَارُوا بَيْنَ يَدَيْهِ؛ قَالَ لَهُمْ:
إِنَّ إِخْوَانَكُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَدِ اسْتَعَانُونِي بِمَنْ يُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ … فَأَعِينُونِي - رَحِمَكُمُ اللَّهُ - بِثَلَاثَةٍ مِنْكُمْ …
وَإِنْ أَحْبَبْتُمْ فَاسْتَهِمُوا (١).
فَقَالُوا: مَا كُنَّا لِنَسْتَهِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: فَأَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَجُلٌ مَرِيضٌ، وَبَقِينَا نَحْنُ الثَّلَاثَةَ.
فَوَجَّهَهُمْ عُمَرُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ إِلَى دِيَارِ الشَّامِ.
فَأَقَامَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ فِي حِمْصَ …
وَنَزَلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فِي دِمَشْقَ …
وَحَلَّ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي فِلَسْطِينَ.
* * *
كَانَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ حِينَ بَايَعَ الرَّسُولَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ؛ قَدْ بَايَعَهُ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ …
وَأَنْ يَقُولَ الْحَقَّ أَيْنَمَا كَانَ …
وَأَلَّا يَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَة لَائِمٍ.
فَلَمَّا رَأَى مِنْ أَمِيرِ الشَّامِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ﵁ مَا لَمْ تَرْتَحْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ؛ رَاجَعَهُ فِيمَا رَآهُ وَنَدَّدَ بِهِ …
(١) فاستهموا: فاقترِعوا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute