مُشْرِكٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمُشْرِكِينَ لِيَفْتِنُونِي عَنْ دِينِي، وَيُذِيقُونِي شَرَّ الْعَذَابِ …
وَاللَّهِ! لَا أَنْقَادُ لَهُ وَلَا أَمْضِي مَعَهُ …
لَقَدْ بَرِئَتْ ذِمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حِينَ أَسْلَمَنِي إِلَيْهِ؛ فَمَا عَلَيَّ إِذَا قَتَلْتُهُ؟.
ثُمَّ سَلَلْتُ السَّيْفَ مِنْ غِمْدِهِ وَعَلَوْتُ رَأْسَهُ بِهِ، وَقَتَلْتُهُ …
فَلَمَّا رَأَى الْمَوْلَى الَّذِي كَانَ مَعَهُ مَصْرَعَهُ؛ وَلَّى هَارِبًا مِنْ وَجْهِي؛ فَلَمْ أَتْبَعْهُ إِذْ لَمْ يَكُنْ لى بِهِ أَرَبٌ (١).
وَمَضَى إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ.
فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ طَالِعًا؛ قَالَ:
(إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مَذْعُورٌ؛ أَصَابَهُ فَزَعٌ).
فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الرَّسُولِ ﵊؛ قَالَ لَهُ:
(وَيْحَكَ! … مَا لَكَ؟!!).
قَالَ:
قَتَلَ صَاحِبُكُمْ صَاحِبِي.
* * *
قَالَ أَبُو بَصِيرٍ:
فَوَاللهِ مَا بَرِحَ الرَّجُلُ مِنْ مَكَانِهِ؛ حَتَّى طَلَعْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. مُتَوَشّحًا السَّيْفَ الَّذِي قَتَلْتُ بِهِ الْقُرَشِيَّ، وَقُلْتُ:
(١) الْأَرَبُ: الغاية والحاجة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute