للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَيَقُولُ: لَا أَكْفُرُ أَبَدًا.

* * *

وَلَمَّا هَاجَرَ الْمُسْلِمُونَ الْأَوَّلُونَ إِلَى الْحَبَشَةِ؛ كَانَ الزُّبَيْرُ فِي طَلِيعَةِ الْمُهَاجِرِينَ …

فَلَقِيَ هُوَ وَإِخْوَانُهُ فِي كَنَفِ مَلِيكِهَا الصَّالِحِ؛ الْأَمْنَ عَلَى عَقِيدَتِهِمْ وَالطُّمَأْنِينَةَ عَلَى دِينِهِمْ.

وَطَفِقُوا (١) يَعْبُدُونَ اللهَ لَا يَخَافُونَ أَحَدًا.

وَفِيمَا هُمْ كَذَلِكَ؛ خَرَجَ عَلَى النَّجَاشِيِّ (٢) رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ يُنَازِعُهُ فِي مُلْكِهِ؛ فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّجَاشِيُّ وَأَجْتَازَ النِّيلَ لِيَلْقَاهُ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ …

فَجَزِعَ الْمُسْلِمُونَ أَشَدَّ الْجَزَعِ.

قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ (٣) وَكَانَتْ مَعَهُمْ:

فَوَاللهِ! مَا أَعْلَمُ أَنَّنَا حَزِنًا حُزْنَا قَطُّ أَشَدَّ مِمَّا أَصَابَنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؛ تَخَوُّفًا مِنْ أَنْ يَظْهَرَ (٤) ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى النَّجَاشِيِّ، وَيُسْلِمَنَا إِلَى? قَوْمِنَا الَّذِينَ كَانُوا يَجِدُّونَ فِي طَلَبِنَا؛ فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ :

مَنْ رَجُلٌ يَجْتَازُ النِّيلَ، وَيَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟.

فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ:

أَنَا -وَكَانَ مِنْ أَحْدَثِ (٥) الْقَوْمِ سِنًّا-.

* * *


(١) طَفِقُوا: أخذوا.
(٢) النَّجَاشِيّ: انظره في كتاب صور من حياة التابعين للمؤلف؛ الناشر دار الأدب الإسلامي.
(٣) أُمُّ سَلَمَة: انظرها في كتاب صور من حياة الصحابيات للمؤلف؛ الناشر دار الأدب الإسلامي.
(٤) أَنْ يَظْهَرَ عَلَى النَّجَاشِيّ: يَنْتَصِر عليه وَيَغْلِبه.
(٥) أَحْدَث سنًّا: أصغر سنَّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>