للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَنَسَبُهُ يَجْتَمِعُ مَعَ نَسَبِ رَسُولِ اللهِ فِي قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ (١).

وَكَانَتْ أُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (٢)؛ عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ .

وَكَانَتْ عَمَّتُهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ؛ أَبَرَّ وَأَكْرَمَ زَوْجَاتِ رَسُولِ اللهِ .

* * *

وُلِدَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ قُبَيْلَ الْبَعْثَةِ بِنَحْوِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً؛ إِلَّا أَنَّهُ مَا كَادَ يُبْصِرُ النُّورَ … حَتَّى وَجَدَ نَفْسَهُ يَتِيمًا …

فَقَدْ قُتِلَ أَبُوهُ فِي سَاحَاتِ الْوَغَى (٣)

كَمَا قُتِلَ جَدُّهُ مِنْ قَبْلُ.

* * *

تَوَلَّتْ أُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَرْبِيَتَهُ …

فَنَشَّأَتْهُ عَلَى الْحُشُونَةِ وَالْبَأْسِ.

فَلَقَدْ كَانَتْ أُمُّهُ امْرَأَةً حَازِمَةً صَارِمَةً …

فَجَعَلَتْ تَقْذِفُ بِهِ فِي كُلِّ مَخَافَةٍ، وَتُقْحِمُهُ فِي كُلِّ خَطَرٍ ..

فَإِذَا أَحْجَمَ (٤) أَوْ تَرَدَّدَ أَوْ قَصَّرَ؛ ضَرَبَتْهُ ضَرْبًا مُبَرِّحًا (٥).

حَتَّى إِنَّ عَمَّهُ نَوْفَلَ بْنَ خُوَيْلِدٍ كَانَ يُعَاتِبُهَا عَلَى قَسْوَتِهَا عَلَيْهِ، وَيَقُولُ: مَا هَكَذَا يُضْرَبُ الْوَلَدُ …

إِنَّكِ لَتَضْرِبِينَهُ ضَرْبَ مُبْغِضَةٍ …


(١) قصي بن كلاب: سيد قريش في زمنه، وكان موصوفًا بالدهاء، وولي البيت الحرام وجدد بنيان الكعبة، وهو الأب الخامس في سلسلة النسب النبوي.
(٢) صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِب: انظرها في كتاب صور من حياة الصحابيات للمؤلف؛ الناشر دار الأدب الإسلامي.
(٣) سَاحَات الوَغَى: ساحات الحرب.
(٤) أَحْجَم عن الأمر: رجع عنه وتأخر عن فعله.
(٥) ضربًا مُبَرَّحًا: أي شديد الوجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>