للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَفَاوَضَ قَادَةَ غَطْفَانَ عَلَى إِعْطَائِهِمْ ثُلُثَ ثِمَارِ الْمَدِينَةِ؛ إِذَا تَرَكُوا قِتَالَ الْمُسْلِمِينَ؛ فَرَضُوا بِذَلِكَ.

فَلَمَّا عَرَفَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ مَا يَدُورُ بَيْنَ الرَّسُولِ الْكَرِيمِ وَغَطْفَانَ؛ أَقْبَلَ عَلَى النَّبِيِّ ، وَقَالَ:

أَهَذَا أَمْرٌ تُحِبُّهُ؟ … فَنَصْنَعُهُ (١) لَكَ.

أَمْ شَيْءٌ أَمَرَكَ اللَّهُ بِهِ؟ … فَنَسْمَعُ وَنُطِيعُ.

أم هُوَ أَمْرٌ تَصْنَعُهُ لَنَا؟ … لِتُخَفِّفَ عَنَّا.

فَقَالَ :

(بَلْ هُوَ أَمْرٌ أَصْنَعُهُ لَكُمْ …

وَوَاللَّهِ! مَا صَنَعْتُهُ إِلَّا لِأَنَّنِي رَأَيْتُ الْعَرَبَ قَدْ رَمَتْكُمْ (٢) عَنْ يَدٍ وَاحِدَةٍ).

فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ:

يَا رَسُولَ اللَّهِ …

وَاللَّهِ! لَقَدْ كُنَّا نَحْنُ وَهَؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَلَى الشِّرْكِ بِاللَّهِ وَعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ؛ فَمَا طَمِعُوا أَنْ يَنَالُوا مِنَّا ثَمَرَةً إِلَّا بِشِرَاءٍ أَوْ قِرًى (٣)

وَحِينَ أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ وَأَعَزَّنَا بِكَ؛ نُعْطِيهِمْ مِنْ أَمْوَالِنَا؟! …

وَاللَّهِ! - يَا رَسُولَ اللَّهِ - مَا نُعْطِيهِمْ إِلَّا السَّيْفَ … حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ.


(١) نَصْنَعُهُ لك: نؤدِّيه لكَ.
(٢) قَدْ رَمَتْكُمْ عَنْ يَدٍ وَاحِدَة: أي تجمَّعَت على عداوتكم.
(٣) القِرى: إكرام الضيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>