وَلَمْ يَبْرَحْ سَيِّدُ الْأَوْسِ مَكَانَهُ؛ إِلَّا بَعْدَ أَنْ أَعْلَنَ كَلِمَةَ الْحَقِّ، وَانْضَمَّ إِلَى رَكْبِ الْإِيمَانِ.
* * *
أَخَذَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ حَرْبَتَهُ، وَعَادَ أَدْرَاجَهُ إِلَى نَادِي قَوْمِهِ …
فَلَمَّا رَأَوْهُ مُقْبِلًا؛ قَالُوا:
نَحْلِفُ بِاللهِ لَقَدْ رَجَعَ إِلَيْكُمْ سَعْدٌ بِغَيْرِ الْوَجْهِ الَّذِي ذَهَبَ بِهِ …
فَلَمَّا بَلَغَ النَّادِيَ قَالَ:
يَا بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ؛ كَيْفَ تَعْلَمُونَ أَمْرِي فِيكُمْ؟.
قَالُوا: سَيِّدُنَا حَقًّا، وَأَفْضَلُنَا رَأْيًا، وَأَكْمَلُنَا عَقْلًا.
قَالَ: فَإِنَّ كَلَامَ رِجَالِكُمْ وَنِسَائِكُمْ عَلَيَّ حَرَامٌ؛ حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ﷺ …
فَمَا أَمْسَى فِي دِيَارِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَل رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ؛ إِلَّا مُسْلِمًا أَوْ مُسْلِمَةً …
وَمُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ انْتَقَلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَوَّلُ مُبَشِّرِ بِالْإِسْلَامِ إِلَى مَنْزِلِ سَيِّدِ الْأَوْسِ سَعْدِ بْن مُعَاذٍ، وَاتَّخَذَ يَيْتَهُ مَوْئِلًا (١) لِلدَّعْوَةِ …
حَتَّى لَمْ تَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ؛ إِلَّا وَفِيهَا رِجَالٌ مُسْلِمُونَ وَنِسَاءٌ مُسْلِمَاتٌ …
وَبِذَلِكَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ يَثْرِبَ فِي وُجُوهِ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ مَكَّةَ …
(١) مَوْئِلًا: ملاذًا ومرجعًا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute