للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَأَصَابَ سَيْفُ الرُّومِيِّ، وَأَخْطَأَ سَيْفُ خَالِدٍ فَخَرَّ صَرِيعًا شَهِيدًا …

ثُمَّ الْتَحَمَ الْجَيْشَانِ، وَدَارَتْ بَيْنَهُمَا رَحَى مَعْرَكَةٍ طَحُونٍ (١) كَانَ لا يُسْمَعُ فِيهَا إِلَّا وَقْعُ السُّيُوفِ عَلَى هَام (٢) الرِّجَالِ.

عِنْدَ ذَلِكَ هَبَّتْ أُمُّ حَكِيمٍ كَاللَّبُؤَّةِ (٣) الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا أَشْبَالُهَا (٤)

فَشَدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابَ عُرْسِهَا …

وَاقْتَلَعَتْ عَمُودَ الْفُسْطَاطِ (٥) الَّذِي شَهِدَ لَيْلَةَ زِفَافِهَا، وَخَاضَتِ الْمَعْرَكَةَ مَعَ الْخَائِضِينَ …

فَأَرْدَتْ (٦) سَبْعَةٌ مِنْ فُرْسَانِ الرُّومِ.

ثُمَّ ظَلَّتْ تُقَاتِلُ حَتَّى انْجَلَتِ الْمَعْرَكَةُ عَنْ نَصْرٍ مُؤَزَّرٍ (٧) لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ.

* * *

لَقَدْ كَانَ ثَمَنَ هَذَا النَّصْرِ أَرْوَاحٌ طَاهِرَةٌ زَكِيَّةٌ مَضَتْ إِلَى رَبِّهَا رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً.

وَكَانَتْ رُوحُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ تُرَفْرِفُ بَيْنَهَا فِي حُبُورٍ (٨).

وَلَقَدْ رَأَى قَاتِلُهُ بِأُمِّ عَيْنَيْهِ نُورًا يَسْطَعُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَتَلَألَأُ فَوْقَ خَالِدٍ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ …

فَنَدِمَ عَلَى قَتْلِهِ أَشَدَّ النَّدَمِ …

وَكَانَ ذَلِكَ سَبَبًا فِي دُخُولِهِ فِي دِينِ اللَّهِ مَعَ الدَّاخِلِينَ (*).


(١) طحون: طاحنة قاسية.
(٢) هَام الرّجال: رؤوس الرّجال.
(٣) اللّبؤة: أنثى الأسد.
(٤) أَشْبَالُهَا: الأسود الصغيرة، يعني أولادها الصَغار.
(٥) الْفُسْطَاطِ: الخيمة.
(٦) فَأَرْدَتْ: قتلت.
(٧) نَصْر مُؤَزّر: نصر قوي مبين.
(٨) حُبُورٍ: فرح وسرور.
(*) للاستزادة من أخبار خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ انظر:
١ - البداية والنهاية: ٣/ ٣٢.
٢ - الطبقات الكبرى: ٤/ ٩٤.
٣ - حياة الصحابة: ١/ ٩١ - ٩٤ و "انظر الفهارس".
٤ - الإصابة: ١/ ٤٠٦ أو "الترجمة" ٢١٦٧.
٥ - الاستيعاب "بهامش الإصابة": ١/ ٣٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>