للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وَلَقَدِ الْتَقَطْتُ (١) بُرْدَةً - ذَاتَ يَوْمٍ - فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ (٢) فَاتَّزَرْتُ (٣) بِنِصْفِهَا، وَاتَّزَرَ سَعْدٌ بِنِصْفِهَا الْآخَرِ.

فَإِذَا نَحْنُ الْيَوْمَ لَمْ يَبْقَ مِنَّا وَاحَدٌ إِلَّا وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ …

وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ عَظِيمًا عِنْدَ نَفْسِي صَغِيرًا عِنْدَ اللَّهِ …

ثُمَّ اسْتَخْلَفَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنْهُمْ، وَوَدَّعَهُمْ وَمَضَى إِلَى الْمَدِينَةِ.

فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى الْفَارُوقِ اسْتَعْفَاهُ (٤) مِنَ الْوِلَايَةِ فَلَمْ يُعْفِهِ، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ فَأَصَرَّ عَلَيْهِ الْخَلِيفَةُ، وَأَمَرَهُ بِالْعَوْدَةِ إِلَى "الْبَصْرَةِ" … فَأَذْعَنَ (٥) لِأَمْرِ عُمَرَ كَارِهًا، وَرَكِبَ نَاقَتَهُ وَهُوَ يَقُولُ:

اللَّهُمَّ لَا تَرُدَّنِي إِلَيْهَا … اللَّهُمَّ لَا تَرُدَّنِي إِلَيْهَا …

فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ إِذْ لَمْ يَبْعُدْ عَنِ الْمَدِينَةِ كَثِيرًا حَتَّى عَثَرَتْ نَاقَتُهُ، فَخَرَّ عَنْهَا صَرِيعًا … وَفَارَقَ الْحَيَاةَ (*)


(١) التقطت بردة: أخذتها من الأرض.
(٢) سَعْدُ بْن أَبِي وَقَّاص: انظره ص ٢٨١.
(٣) اتزرت بنصفها: جعلت نصفها إزارًا لي.
(٤) استعفاه من الْولاية: طلب منه أن يعفيه منها ويعزله عنها.
(٥) أذعن لأمر عُمَر: خضع له واستجاب.
(*) للاستزادة من أخبار عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ انظر:
١ - الْإصابة: ٢/ ٤٥٥ أو "التّرجمة" ٥٤١١.
٢ - الاستيعاب "بهامش الْإصابة": ٣/ ١١٣.
٣ - تاريخ الْإِسْلَام للذهبي: ٢/ ٧.
٤ - أسْدُ الْغابة: ٣/ ٣٦٣.
٥ - تاريخ خليفة بن خياط: ١/ ٩٥ - ٩٨.
٦ - البداية والنهاية: ٧/ ٤٨.
٧ - معجم الْبلدان "عند الْكلام عَلَى الْبَصْرَة": ١/ ٤٣٠.
٨ - الطّبقات الْكبرى لابن سعد: ٧/ ١.
٩ - تاريخ الطّبري: "انظر الْفهارس فِي الْعاشر".
١٠ - سير أعلام النبلاء: ١/ ٣٠٤.
١١ - حياة الصّحابة: "انظر الْفهارس فِي الرّابع".

<<  <  ج: ص:  >  >>