للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس الواحد والعشرون

غزوة بدر الكبرى

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده

لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد.

كان يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، يوم بدر الأغر، اليوم الذي دارت فيه رحى الحرب بين حزب الله وحزب الشيطان، وكان أصل خروج النبي وأصحابه أنهم يتعرضون لعير خرجت مع أبي سفيان بن حرب لقريش إلى الشام، قافلة كبيرة، فلما سمع برجوعها من الشام ندب النبي الناس، فخرج معه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً معهم سبعون بعيراً يعتقبون عليها ويحملون عليها متاعهم، فسمعت بخبرهم قريش، فخرجوا لمنع عيرهم في عدد كثير، وعدة وافرة من السلاح والخيل والرجال، بلغ عددهم قريباً من الألف، فوعد الله المؤمنين إحدى الطائفتين إما أن يظفروا بالعير، أو بالنفير أي الجيش، فاحبوا العير لقلة ذات يد المسلمين، ولأنها غير ذات الشوكة، ولكن الله أحب لهم، وأراد أمراً أعلى مما أحبوا، أراد أن يظفروا بالنفير الذي خرج فيه كبراء المشركين وصناديدهم قال تعالى: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (٥) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (٦) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (٧)[سورة الأنفال، الآية رقم: ٥ - ٨].

ونصر الله نبيه في هذه الغزوة المباركة، وفرق الله بين الحق والباطل، فخذل الكفر وأهله، وقَتل فيها صناديد قريش ومجرميها، وكانت البوابة الأولى لغزوات

<<  <   >  >>