للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس الثالث والعشرون

معركة شقحب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده

لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد.

كانت معركة شقحب (١) أو معركة مرج الصفر من المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي وكانت في شهر رمضان شهر الانتصارات والفتوحات العظيمة وكانت المعركة بين المماليك بقيادة الناصر محمد بن قلاوون سلطان مصر والشام والمغول بقيادة (قطلوشاه) نائب وقائد محمود غازان إلخان مغول فارس.

أصبح الناس في يوم السبت الثاني من شهر رمضان سنة (٧٠٢) هـ على ما كانوا عليه من شدة الحال وضيق الأمر، فرأوا من المآذن سواداً وغبرة من ناحية العسكر والعدو فغلب على الظنون أن الوقعة في هذا اليوم، فابتهلوا إلى الله ﷿ بالدعاء في الجامع والبلد وطلع النساء والصغار على الأسطحة وكشفوا رؤوسهم وضج البلد ضجة عظيمة، ووقع في ذلك الوقت مطر عظيم غزير، ثم سكن الناس، فلما كان بعد الظهر قرئت بطاقة بالجامع تتضمن أن في الساعة الثانية من نهار يوم السبت هذا اجتمعت الجيوش الشامية والمصرية مع السلطان في مرج الصفر وفيها طلب الدعاء من الناس والأمر بحفظ القلعة على الأسوار فدعا الناس في المآذن والبلد، وانقضى النهار وكان يوماً مزعجاً هائلاً وفي يوم الأحد بدأ القتال واستمر إلى يوم الاثنين، وكان لشيخ الإسلام ابن تيمية دور كبير في حث الناس على الجهاد وجمع الكلمة بين الشام ومصر وتوحيد الصف ضد العدو ولما


(١) (شقحب) موضع قرب دمشق وهي قرية صغيرة قبلي دمشق على تخوم أرض حوران تبعد عن دمشق (٣٧) كيلو متراً تقريبا.

<<  <   >  >>