للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس الأول

من فضائل أيام عشر ذي الحجة رقم (١)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده

لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد ..

فإن الخالق لجميع المخلوقات جل وعلا قد فضل بعضها على بعض، واختار منها ما شاء، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٨)[سورة القصص، الآية رقم: ٦٨].

ومن هذه الأزمنة الفاضلة، التي فضلها الله على غيرها: أيام عشر ذي الحجة، قال تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢)[سورة الفجر، الآية رقم: ١ - ٢]. والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظمته، قال ابن عباس والزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف: «إنها عشر ذي الحجة»، قال ابن كثير : «وهو الصحيح» (١).

قال تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨)[سورة الحج، الآية رقم: ٢٨].

قال ابن عباس : «الأيَّامُ المعلوماتُ أيامُ عشرِ ذِي الحِجّة» (٢).

ومن فضائلها: أنها فاتحة شهر ذي الحجة الذي هو خاتمة الأشهر المعلومات أشهر الحج التي قال الله فيها: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ


(١) تفسر ابن كثير (١٤/ ٣٣٨).
(٢) صحيح البخاري، باب فضل العمل في أيام التشريق.

<<  <   >  >>