للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس الحادي عشر

الصوم المشروع

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده

لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد ..

فإن الصوم المشروع الذي يقبله الله ويرضى به ويعود على الصائم بالنفع في الدنيا والآخرة هو ما يلتزم فيه العبد بالأمور التالية:

الأول: أن يقصد بصيامه التعبد لله بذلك، ففي الحديث القدسي عن النبي : قال الله تعالى: «الصَّوْم لي وَأَنا أجزي بِهِ» (١).

الثاني: أن يجتنب في صيامه المفطرات، وهي على نوعين:

١ - الأكل والشرب والجماع وغيرها من المفطرات المعلومة لعامة المسلمين.

٢ - اللغو والرفث والجهل وقول الزور وغيرها من الذنوب.

روى ابن خزيمة في صحيحه من حديث أبي هريرة أن النبي قال: «لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ (٢)، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَلْتَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ» (٣).

وروى ابن ماجه في سننه من حديث أبي هريرة أن النبي قال: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ» (٤).


(١) جزء من حديث في صحيح البخاري برقم (١٩٠٤) وصحيح مسلم برقم (١١٥١)
(٢) الجماع ومقدماته.
(٣) (٣/ ٢٤٢) برقم (١٩٩٦)، وقال محققه/ د. مصطفى الأعظمي: إسناده صحيح.
(٤) سنن ابن ماجه (١٦٩٠) وصححه الشيخ الألباني- في صحيح سنن ابن ماجه (١/ ٢٨٢) برقم ١٣٧١.

<<  <   >  >>