للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج أبو نعيم عن عبد الرحمن بن عوف عن أمه الشفاء قالت: لما ولدت آمنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقع على يدى فاستهل، فسمعت قائلا يقول:

رحمك الله، قالت الشفاء: وأضاء لى ما بين المشرق والمغرب، حتى نظرت إلى بعض قصور الروم، قالت: ثم ألبنته وأضجعته، فسمعت قائلا يقول: أى ذهبت به؟ قال: إلى المشرق، قالت: فلم يزل الحديث منى على بال حتى بعثه الله فكنت فى أول الناس إسلاما.

ومن عجائب ولادته- عليه السّلام- ما خرجه البيهقى وأبو نعيم عن حسان ابن ثابت قال: إنى لغلام ابن سبع سنين أو ثمان، أعقل ما رأيت وسمعت، إذا يهودى يصرخ ذات غداة: يا معشر يهود، فاجتمعوا إليه، وأنا أسمع، قالوا: ويلك مالك؟ قال: طلع نجم أحمد الذى ولد به هذه الليلة «١» .

وعن عائشة قالت: كان يهودى قد سكن مكة، فلما كانت الليلة التى ولد فيها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: يا معشر قريش: هل ولد فيكم الليلة مولود، قالوا: لا نعلم، قال: انظروا، فإنه ولد فى هذه الليلة نبى هذه الأمة. بين كتفيه علامة. فانصرفوا فسألوا، فقيل لهم قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام، فذهب اليهودى معهم إلى أمه، فأخرجته لهم، فلما رأى اليهودى العلامة خر مغشيّا عليه، وقال: ذهبت النبوة من بنى إسرائيل، يا معشر قريش: أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب «٢» . رواه يعقوب بن سفيان بإسناد حسن كما قاله فى فتح البارى.

ومن عجائب ولادته أيضا: ما روى من ارتجاج إيوان كسرى وسقوط أربع عشرة شرفة من شرفاته، وغيض بحيرة طبرية، وخمود نار فارس. وكان لها ألف عام لم تخمد «٣» ، كما رواه البيهقى وأبو نعيم والخرائطى فى «الهواتف» وابن عساكر.


(١) أخرجه ابن هشام فى «السيرة» (١/ ١٧١) ، والحاكم فى «مستدركه» (٣/ ٤٨٦) ، والبيهقى فى «الدلائل» (١/ ١١٠) .
(٢) أخرجه الحاكم فى «مستدركه» (٢/ ٦٠١- ٦٠٢) ، والبيهقى فى «دلائل النبوة» (١/ ١٠٨، ١٠٩) .
(٣) ذكره البيهقى فى «دلائل النبوة» (١/ ١٨، ١٩، ٤٩) .