للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أربعين رجلا فى الجماع» «١» رواه ابن سعد: حدثنا عبد الله بن موسى عن أسامة بن زيد عن صفوان بن سليم مرسلا من حديث أبى هريرة: شكا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى جبريل قلة الجماع فتبسم جبريل حتى تلألأ مجلس رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من بريق ثنايا جبريل فقال له: أين أنت من أكل الهريسة فإن فيه قوة أربعين رجلا. ومن حديث حذيفة بلفظ «أطعمنى جبريل الهريسة أشد بها ظهرى وأتقوى بها على الصلاة» «٢» رواه الدار قطنى. ومن حديث جابر بن سمرة وابن عباس وغيرهم.

وكلها أحاديث واهية. بل صرح الحافظ ابن ناصر الدين فى جزء له سماه رفع الدسيسة بوضع حديث الهريسة أنه موضوع. وروى أنه- صلى الله عليه وسلم- أعطى قوة بضع وأربعين رجلا كل رجل من أهل الجنة، رواه الحارث بن أبى أسامة. وقد حفظه الله من الاحتلام، فعن ابن عباس قال: ما احتلم نبى قط، وإنما الاحتلام من الشيطان «٣» ، رواه الطبرانى.

وأما قدمه الشريف- صلى الله عليه وسلم- فقد وصفه غير واحد بأنه كان شثن القدمين «٤» ، أى غليظ أصابعهما. رواه الترمذى وغيره. وعن ميمونة بنت كردم قالت: رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فما نسيت طول أصبع قدميه السبابة على سائر أصابعه «٥» ، رواه أحمد والطبرانى. وعن جابر بن سمرة: كانت خنصر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من رجله متظاهرة، رواه البيهقى. وقد اشتهر على الألسنة أن سبابة النبى- صلى الله عليه وسلم- كانت أطول من الوسطى «٦» . قال الحافظ ابن حجر: وهو غلط ممن قاله، وإنما ذلك فى أصابع رجليه. انتهى.


(١) مرسل: أخرجه ابن سعد فى «الطبقات» (١/ ٣٧٣) ، عن صفوان بن سليم مرسلا.
(٢) موضوع: ذكره الحافظ ابن حجر فى «اللسان» (٥/ ١١٦) فى ترجمة محمد بن الحجاج اللخمى، وحكم عليه بالوضع به.
(٣) ضعيف: ذكره الهيثمى فى «المجمع» (١/ ٢٦٧) وقال: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، وفيه عبد الكريم بن أبى ثابت، وهو مجمع على ضعفه.
(٤) تقدم من حديث على قريبا.
(٥) أخرجه البيهقى فى «الكبرى» (٧/ ١٤٥) ، والحديث عند أحمد والطبرانى، إلا أنه ليست فيها هذه اللفظة.
(٦) انظر فى ذلك «كشف الخفاء» (١٤٥٧) .