وعند ابن عساكر من طريق أبى الزبير عن جابر قال: لما قال سعد بن عبادة ذلك عارضت امرأة من قريش رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالت:
يا نبى الهدى إليك لجا ... حى قريش ولات حين لجائى
حين ضاقت عليهم سعة الأر ... ض وعاداهم إله السماء
إن سعدا يريد قاصمة الظه ... ر بأهل الحجون والبطحاء
فلما سمع هذا الشعر دخلته رأفة لهم ورحمة. فأمر بالراية فأخذت من سعد ودفعت إلى ابنه قيس.
وعند أبى يعلى من حديث الزبير أن النبى- صلى الله عليه وسلم- دفعها إليه فدخل مكة بلواءين، وإسناده ضعيف جدّا. لكن جزم موسى بن عقبة فى المغازى عن الزهرى أنه دفعها إلى الزبير بن العوام.
فهذه ثلاثة أقوال فيمن دفعت إليه الراية التى نزعت من سعد.
والذى يظهر فى الجمع أن عليّا أرسل لينزعها ويدخل بها، ثم خشى تغير خاطر سعد فأمر بدفعها إلى ابنه قيس، ثم إن سعدا خشى أن يقع من ابنه شىء يكرهه النبى- صلى الله عليه وسلم- فسأل النبى- صلى الله عليه وسلم- أن يأخذها منه فحينئذ أخذها الزبير.
قال فى رواية البخارى (.. ثم جاءت كتيبة فيهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وراية النبى- صلى الله عليه وسلم- مع الزبير، فلما مر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بأبى سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ قال: ما قال؟ قال: قال كذا وكذا فقال: كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ويوم تكسى فيه الكعبة. قال وأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن تركز رايته بالحجون.
قال: وقال عروة أخبرنى نافع بن جبير بن مطعم قال: سمعت العباس يقول للزبير بن العوام: يا أبا عبد الله، ها هنا أمرك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن تركز الراية؟ قال: نعم.