للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- رضى الله عنه- «١» . خرجه البغوى فى المصابيح من الحسان والترمذى وقال حسن غريب، وخرجه أحمد، فكان كما قال- صلى الله عليه وسلم-، فاستشهد فى الدار وبين يديه المصحف، فنضح الدم على هذه الآية فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ «٢» .

وفى الشفاء «٣» أنه- صلى الله عليه وسلم- قال: «يقتل عثمان وهو يقرأ فى المصحف، وإن الله عسى أن يلبسه قميصا، وإنهم يريدون خلعه وإنه سيقطر دمه على قوله: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. وقد أخرجه الحاكم عن ابن عباس بلفظ: إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «يا عثمان تقتل وأنت تقرأ سورة البقرة فتقع قطرة من دمك» على قوله: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»

لكن قال الذهبى: إنه حديث موضوع.

وقد روى مسلم عن أسامة بن زيد أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أشرف على أطم من آطام المدينة ثم قال: (هل ترون ما أرى، إنى لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر) «٥» فوقعت فتنة قتلة عثمان وتتابعت الفتن إلى فتنة الحرة وكانت لثلاث بقين من ذى الحجة سنة ثلاث وستين من الهجرة، وجرت فيها مواقع كثيرة موجودة فى كتب التواريخ.

وأخرج البيهقى عن الحسن «٦» قال: لما كان يوم الحرة قتل أهلى، حتى لا يكاد ينفلت منهم أحد. وأخرج أيضا عن أنس بن مالك قال: قتل يوم الحرة سبعمائة رجل من حملة القرآن، منهم ثلاثمائة من الصحابة، وذلك فى


(١) حسن الإسناد: أخرجه الترمذى (٣٧٠٨) فى المناقب، باب: رقم (٧٧) ، من حديث ابن عمر- رضى الله عنهما- وقال الترمذى: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال.
(٢) سورة البقرة: ١٣٧.
(٣) هو الشفاء للقاضى عياض.
(٤) سورة البقرة: ١٣٧.
(٥) صحيح: أخرجه البخارى (١٨٧٨) فى فضائل المدينة، باب: آطام المدينة، ومسلم (٢٨٨٥) فى الفتن، باب: نزول الفتن كمواقع القطر، وقد قصر المصنف فى عزوه إلى مسلم فقط، وهو عند البخارى أيضا. و (الأطم) : هو القصد والحصن، وجمعه آطام.
(٦) هو: الحسن البصرى، من خيار أئمة التابعين.