وفي هذه العبارة: تدليل وتعليل وتفصيل لما تقدم من أنَّ أسماءَه وصفاته لا تتوقف على ما يخلقه أو ما يفعله، فهو تعالى مستحقٌّ لوصفه بإحياء الموتى، وأنه يحيي ويميت قبل إحياء الموتى.
وقوله:«ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق»:
يحتمل أنه يمنع تسلسل الحوادث في الماضي؛ لأنه حين يقول:«ليس بعد خلق الخلق»، «وله معنى الربوبية ولا مربوب»، كأنه يُفهم منه أن لجنس المخلوقات بداية.
لكن هل يقول: إن دوام الحوادث في الأزل ممتنع؟ أو يقول: إنه ممكن لكنه غير واقع؟
فيه احتمال.
والمُنكَر هو القول بامتناع تسلسل الحوادث في الماضي، لكن هل هو واقع - أي: أن المخلوقات لم تزل فعلًا - أو هو ممكن لكنه لم يقع؟