للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنفي السِّنة والنوم عن الله يتضمن ويؤكد كمال الحياة والقيومية؛ لأن النوم أخو الموت، والسِّنة - التي هي مبادئ النوم - نقصٌ، وأكد ذلك في آية أخرى: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ [الفرقان: ٥٨]، فأثبت لنفسه الحياة، ونفى عنه كل ما يضاد الحياة.

يقول المؤلف: «حيٌّ لا يموت، قيوم لا ينام»: وهذا تفريق منه حين ربط نفي الموت بإثبات الحياة، ونفي النوم بإثبات القيومية، وإلا فالله تعالى ربط نفي النوم بالاسمين جميعًا، فقال: ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ [البقرة: ٢٥٥]؛ لأن النوم ينافي كمال الاسمين، والصواب أن نقول: إنه تعالى حيٌّ لا يموت، ولا ينام، ولا تأخذه سِنةٌ ولا نوم، فالموت والسِّنة والنوم كلها تنافي هذين الاسمين.

* * *

<<  <   >  >>