١٨٥]، وبهذا اليسر رفع الحرج عن عباده، قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: ٧٨]، فله الحمد على ذلك كثيرًا.
وقوله:«ولا يطيقون إلا ما كلفهم».
هذه العبارة فيها نظر، فالعباد يطيقون أكثر مما كلفهم الله؛ إذ لو كانوا لا يطيقون إلا ما كلفهم؛ فمعناه: أنه كلفهم غاية طاقتهم، فلا يقدرون على شيء بعدها؛ بل ما كلفهم الله هو أقل مما يستطيعونه، ولله الحمد، فقد كلفهم صيام شهر في السنة، أليسوا يطيقون أن يصوموا شهرين؟ بل يطيقون أن يصوموا ثلاثة لو كلفهم بذلك.
وقوله: «وهو تفسير (لا حول ولا قوة إلا بالله) … ».
تفسير (لا حول ولا قوة إلا بالله): لا تحول من حال إلى حال، ولا قوة على أي أمر إلا بالله.
والإقرار بذلك واستحضاره وذكره يتضمن التوكل على الله والاستعانة به، ولهذا شُرع لمن يجيب المؤذن أن يقول عند قول المؤذن:«حي على الصلاة، حي على الفلاح»: «لا حول ولا قوة إلا بالله»(١)، استعانة بالله على الإجابة إلى ما دُعي إليه.
وهذه الجملة «لا حول ولا قوة إلا بالله» من أنواع الذكر التي دلت السنة على عظم شأنها، كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعري ﵁ أن النبي ﷺ قال له: «ألا أدلك على كَنْزٍ من