فهذا ضد طريق الرسل، فالله ذكر أسماءَه وصفاتِه المقتضية للرجاء والخوف، وأثنى على رسله بالرجاء والخوف.
و «حروري»، أي: من الخوارج، «ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد»؛ لأن هذا هو الصراط المستقيم في هذا المقام، لا أمن ولا إياس، بل خوف ورجاء، فالخوف يُعَدِّل الرجاء، والرجاء يُعَدِّل الخوف.
فالواجب على الإنسان أن يسير إلى الله في هذه الحياة بين الخوف والرجاء، فيرجو ويخاف، وفي الأثر:«لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه»(١).
* * *
(١) قاله علي ﵁. رواه العدني في «الإيمان» رقم (١٩)، وأبو نعيم في «الحلية» ١/ ٧٦، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» ١/ ٩٠، وانظر شرح هذا الأثر: في مجموع الفتاوى ٨/ ١٦١.