للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلام» (١)؛ أخبَرَهُ بأصول الأعمال الظاهرة، وهي أركان الإسلام، وعندما قال: «أخبرني عن الإيمان»، فسَّرَهُ له بأصول الاعتقاد، وهي الأصول الستة.

فعلى القول بالفرق لا نسمي كلَّ أحدٍ مسلمًا مؤمنًا؛ بل الفاسق لا نعطيه الاسم المطلق، بل نقول: هو مسلم، وإذا وصفناه بالإيمان نقول: هو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بما معه من الإيمان.

وقوله: «ما داموا بما جاء به النبي معترفين، وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين»، ما داموا يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، واستقاموا واستمروا على الشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وقوله: «وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين» تأكيد للجملة الأولى؛ لأنها داخلة فيها.

والرسول جاء بأمرين:

بعلم، وعمل، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ﴾ [الفتح: ٢٨]، فالهدى هو: العلم النافع، ودين الحق هو: العمل الصالح، والدين دائر على هذين الأصلين: العلم والعمل؛ فالإيمان بما جاء به الرسول يشمل: الإيمان بما جاء به من مسائل الاعتقاد، ونسميها: المسائل العِلْمية.

وبما جاء به من الشرائع والأحكام، ونسميها: المسائل العَمَلية.

فنسمي أهل القبلة مسلمين، ما لم يكن منهم ما يوجب الردة، ومن عُلمت ردَّتُه من المنتسبين للإسلام فليس من أهل القبلة؛ بل هو


(١) تقدم في ص ٢٣٨.

<<  <   >  >>