للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخبر عن استوائه على العرش في سبعة مواضع من القرآن (١)، وجاء في السنة وصف العرش بأنه فوق السماوات (٢)، وأن له قوائم (٣)، وكل هذا يجب الإيمان به من غير تحديد لكيفيته، فنحن لا نتصور كيفية العرش؛ لأنه غيب.

وأهل السنة والجماعة يُثبتون العرش لله، ويثبتون استواء الله تعالى على العرش، ويثبتون كل ما ورد في صفة العرش، على أساس الإيمان بالله وبكتابه ورسوله ، وأما المعطلة نفاة الصفات كالجهمية والمعتزلة؛ فإنهم لا يثبتون حقيقة العرش التي دلت عليها النصوص، فيفسرون العرش بالملك، ويقولون: ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ [الأعراف: ٥٤] استولى على الملك، فالعرش عبارة عن كل المخلوقات.

ورُدَّ عليهم بأن هذا التفسير لا يستقيم مع ما ورد في وصف العرش بأن له حملة، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ﴾ [غافر: ٧]، أيكون معناه يحملون الملك؟! هذا لا يستقيم؛ لأن حملة العرش من جملة ملك


(١) في سورة الأعراف آية ٥٤، وسورة يونس آية ٣، وسورة الرعد آية ٢، وسورة طه آية ٥، وسورة الفرقان آية ٥٩، وسورة السجدة آية ٤، وسورة الحديد آية ٤.
(٢) رواه أحمد ١/ ٢٠٦، وأبو داود (٤٧٢٣)، والترمذي (٣٣٢٠) - وقال: حسن غريب -، وابن ماجه (١٩٣)، وابن خزيمة في «التوحيد» ص ١٠١، والحاكم ٢/ ٤١٢ و ٥٠٠ - وصححه، وتعقبه الذهبي - من حديث العباس ، وصححه الجوزجاني في «الأباطيل» ١/ ٧٩، وقواه ابن تيمية في «الحموية» ص ٢٢٢، ومناظرة الواسطية ٣/ ١٩٢، و ابن القيم في «تهذيب السنن» ٧/ ٩٢، وجاء هذا المعنى في أحاديث أخر.
(٣) رواه البخاري (٢٤١٢) من حديث أبي سعيد الخدري .

<<  <   >  >>