للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: «هذا ذِكْرُ بيانِ عقيدة أهل السنة والجماعة»، أي: ذكر ما يعتقده أهل السنة والجماعة، وأكثر ما يعبر أهل العلم بالاعتقاد، والمراد بالعقيدة والاعتقاد: نفس عقد القلب، وجزمه ويقينه.

وتارة يطلق الاعتقاد على نفس الشيءِ المعتقَد المعلوم.

فتقول في الأول: إن فلانًا اعتقاده قوي، واعتقاده سليم، واعتقاده جازم.

ويقال في الثاني - مثلًا -: اعتقاد أهل السنة والجماعة: هو الإيمان بالله وملائكته … كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «العقيدة الواسطية»: «فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة - أهل السنة والجماعة -: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله … » (١). ففسر الاعتقاد بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله … إلخ.

وكذلك العقيدة أي: الشيء المعتقَد، فعيلة بمعنى مفعولة، فتقول هذا اعتقاد أهل السنة والجماعة، يقول الإمام الطحاوي: «على مذهب فقهاء الملة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني»، لو قال: على مذهب فقهاء الملة منهم: أبو حنيفة، وأبو يوسف، ومحمد بن الحسن كان أولى؛ لأن هؤلاء الأئمة لا شك أنهم من فقهاء الأمة، لكن ليست الإمامة والفقه محصورة فيهم، ولكنه نظَر إلى كونه ينتمي إلى أبي حنيفة، وقد ذُكر في ترجمته (٢) أنه كان شافعيًا، ثم تمذهب على


(١) الواسطية ص ٢٣.
(٢) انظر ترجمته في صفحة ١١.

<<  <   >  >>