حلفتُ برب الراكعين لربهم … خُشُوعًا وفوق الراكعين رقيبُ
لئن كان بردُ الماءِ هيمانَ صاديًا … إليّ حبيبًا إنها لحبيبُ (١)
فالكلمتان "هيمان، صاديا" حالان من ضمير المتكلم المجرور في "إلي" وهو متأخر.
لكن، يستدرك على هذا الأصل الأمران التاليان:
الأول: إذا كان الحال هو الاسم "كيف" فإنه يجب تقدمه.
هذا، وينبغي التنبه إلى أن كلمة "كيف" اسم مبني على الفتح، وله -كما يقال- صدارة الكلام، وتستعمل -كما جاء في "مغني اللبيب"- كما يلي:
١ - أن تكون أداة شرط غير جازمة، ويجيء بعدها فعلان متفقان في اللفظ والمعنى، مثل: "كيف تصنعُ أصنعُ".
٢ - أن تكون اسم استفهام -وهو الاستعمال الغالب فيها- فإن كانت الجملة بعدها تحتاج إلى خبر، أعربت خبرا، مثل قولنا: "كيف حالك؟ " و"كيف كانت ليلتك؟ " و"كيف علمت الحقيقة؟ ".
فإن كانت الجملة بعدها لا تحتاج إلى خبر، أعربت حالا -وهذا هو المقصود هنا- ومن ذلك قول حافظ إبراهيم:
(١) هيمان: مشتاق، صاديا: ظمآن، برد الماء: العذب.
يقول: أحلف بالراكعين وربهم إنني مشتاق إليها ظامئ للقاها، فأنا أحبها حبي للماء وأنا راغب فيه ظمآن.
الشاهد: في "هيمان صاديا" فهما حالان تقدمتا على صاحبهما، وفي ضمير المتكلم في "إلى".