الأصل في الحال أن تكون نكرة، فلا تكون معرفة، هذا هو مذهب جمهور النحاة.
وقد وردت عبارات في اللغة العربية يبدو من لفظها أن الحال فيها معرفة لا نكرة، لكن النحاة اتفاقا مع قاعدتهم في أن الحال لا بد أن تكون نكرة لا يبقون تلك العبارات على ظاهر لفظها المعرف، بل يؤولونها بالنكرة أو بعبارة أوضح: يتخيلون لفظًا منكرًا من معاني ألفاظ الحال التي وردت معرفة وهذا التأويل أو التخيل -في رأى النحاة- هو وسيلة الاتفاق بين القاعدة وبين ما ورد من عبارات مأثورة لا تتفق معها.
والحق أن هذه العبارات المأثورة التي وردت فيها الحال معرفة لا يكاد أكثرها يستعمل الآن، والقليل منها هو المستعمل فقط، وإليك هذه العبارات وتأويل النحاة لها:
- ما قرئ من قوله تعالى:"لئن رجعنا إلى المدينة لَيَخْرُجَنَّ الْأَعَزُّ منها الأذلَّ"(١)، وتأويلها: ذليلا.
- ما نعبر به من قولنا: آمنتُ بالله وحْدَه، وتأويلها: منفردا.
- من كلام العرب: ادْخُلوا الأول فالأول، وتأويلها: مترتبين.
(١) من الآية ٨ سورة المنافقون، والقراءة المشهورة: ﴿لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾ بضم الياء وكسر الراء، وهذه القراءة لا دليل فيها، فالجملة مكونة من "فعل وفاعل ومفعول".