فالغرضان السابقان يفيدهما النعت نحويًّا، ولا يخلو أسلوب من أساليبه من واحد منهما، ومع ذلك فإنه يفيد معاني أُخَر إلى جوارهما وهي معانٍ بلاغية لا نحوية، وهي كثيرة يحددها أسلوب الكلام الذي وردت فيه وإليك بعض هذه المعاني بصرف النظر عن الخلاف حول عددها، فهو خلاف لا طائل وراءه؛ لأنها -كما سبق- معانٍ بلاغية أسلوبية، ومنها:
١ - المدح: كقولك: "لي صديقٌ كريمُ النفس طيّبُ الأخلاق".
٢ - الذم: كقولك: "أحتقرُ الضَّيفَ الثقيل والزائرَ المطيل والمضيف البخيل" ومن ذلك قولنا في بداية القراءة: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
٣ - الترحم والاستعطاف: كقول المحامي في موقف القضاء: "انظروا إلى هذا المتَّهمِ المظلومِ، فإنه أبٌ لأبناءٍ مساكينَ".
٤ - التوكيد: إذا كان معنى النعت مستفادا من المنعوت، كقول العرب:"أمْسِ الدابرُ المنقضي زمانُه لا يعود" وقول القرآن: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ﴾.
٥ - التعميم: كقولنا: "تُطَبّقُ العدالةُ على الناسِ الفقراءِ والأغنياءِ الصغيرِ منهم والكبير" ومن ذلك ما ورد في الأثر: "إن الله يرزقُ عبادَه الطائعين والعاصين الساعيةَ أقدامُهم الساكنةَ أجسامُهم".