للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يبقي هواء الأرض حولها جاذبة له" ومن ذلك قول القرآن: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً﴾ (١).

هذا، ومن رأي أبي عَلِيّ الفارسي -وهو إمام نحوي جليل- جواز مجيء الحال من "المضاف إليه" مطلقًا دون هذه الصفات السابقة، ومن ذلك قول تأبّط شرًّا:

سلبتَ سِلاحِي بائِسا وَشَتَمْتَنِي … فيا خيْرَ مسلوبٍ ويا شرَّ سالبِ (٢)

ويبدو أن لهذا الرأي الأخير وجاهته التي يؤيدها الاستعمال، إذ نقول: "نستقبل أضواءَ الصبَاحِ باكرًا" و"نستقبل أحداثَ اليومِ جديدا" و"نرى كلَّ يومٍ معالِمَ الحياةِ متجدِّدَة".

الثانية: ترتيب جملة الحال.

الأصل في اللغة العربية أنه يصح تأخر الحال عن عاملها وصاحبها ويصح توسطها بينهما أو تقدمها عليهما معا، وعلى ذلك فإن الصور الآتية كلها صحيحة لجملة واحدة.

يذهبُ الطالبُ إلى الجامعة نشيطا.

يذهب نشيطا الطالبُ إلى الجامعة.

نشيطا يذهب الطالبُ إلى الجامعة.

ومن ذلك قول عروة بن حزام:


(١) من الآية ١٢٣ من سورة النحل.
(٢) الشاهد: في "سلبت سلاحي بائسا" حيث جاءت الحال "بائسا" من المضاف إليه "ياء المتكلم" ولم يكن المضاف على صفة من الصفات التي اشترطها النحاة، وهذا اتجاه مفيد منسوب لأبي على الفارسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>