"عن ابن مسعود أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: أيَعجزُ أحدكم أن يقرأ في ليلةٍ ثلثَ القرآن؟ قالوا: فكيفَ يقرأ ثلثَ القرآن؟ قال:{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} تَعدِل؛ أي: تساوي "ثلثَ القرآن"؛ أي: ثلثَ أصوله المهمَّة؛ وذلك لأن معاني القرآن المهمةَ ترجع إلى علوم ثلاثة:
الأول: معرفة الله تعالى وتوحيده وتقديسه عن مُشارِكٍ في الجنس والنوع.
والثاني: علم الشرائع من الأحكام.
والثالث: علم تهذيب الأخلاق وتزكية النفوس.
(وسورةُ الإخلاص) تشتمل على القسم الأول الأشرف، الَّذي هو كالأساس للآخرَين.
* * *
١٥٢٩ - وعن عائشة رضي الله عنها: أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ رجُلًا على سَرِيَّةٍ وكان يَقْرَأُ لِأصْحَابهِ في صَلَاتِهِمْ، فيَخْتِمُ بـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال:"سَلُوهُ، لِأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلك؟ "، فَسَأَلُوهُ فقالَ: لِأنَّها صِفَةُ الرَّحْمنِ، وأنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَها، فقالَ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَخْبرُوهُ أَنَّ الله يُحِبُّهُ".
"وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي - عليه الصلاة والسلام - بعث رجلًا على سَرِيَّة"؛ أي: جعلَه أمير الجيش.
"وكان يقرأ لأصحابه"؛ أي: الرجلُ يؤمُّهم "في صلاتهم، فيختم"؛ أي: الصلاةَ "بـ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} "؛ أي: يقرأ في الركعة الأخيرة بعد الفاتحة من