للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحد لأنه كقاض ورام في بنات الياء، فكيف احتج بخفض القوافي؟ وهذا لا يلزمه، وإنما اعتمد على ما سمعه من العرب في خفض مسلوب.

وقوى ذلك أن مبنى القافية على الجر، والشاعر المقتدر يبني القافية على موجب الإعراب رفعا أو نصبا أو جرا، ثم يجري باقي القصيدة على تقدير ذلك الإعراب، وإن لم يظهر ذلك الإعراب ولم يلفظ به حتى لو أطلقت كانت بحسب موجب الإعراب كما قال الحطيئة:

شاقتك أظعان للبلى يوم ناظرة بواكر ... في الآل ترفعها الحدأة فكأنها سحق مواقر (١)

جمع موقرة وهي الحاملة.

وهذه القصيدة موقوفة، ولو أطلقت أبياتها لكانت مرفوعة كلها.

وقال الكميت:

قف بالديار وقوف زائر ... تأنىّ إنك غير صاغر

ماذا عليك من الوقوف ... بهامد الطللين داثر (٢)

وهذه القصيدة موقوفة، ولو أطلقت أبياتها كلها كانت مخفوضة. وللكميت قصيدة أخرى أولها:

يا دار هل بحولك أهل ممن يرج إليه سائل ... يا دار كنت محلة فيك التآلف والتواصل (٣)

وهذه القصيدة موقوفة، ولو أطلقت كانت الأبيات كلها مرفوعة.

قال: (ومنه أيضا: مررت بثلاثة نفر: رجلين مسلمين، ورجل كافر، جمعت الاسم وفصلت العدة، ثم نعتّه وفسّرته، وإن شئت أجريته مجرى الأول في البدل والابتداء، قال العجاج:

خوّى على مستويات خمس ... كركرة وثفنات ملس (٤)


(١) ديوان الحطيئة: ١٦٥ قصيدة رقم ٤٠.
(٢) ديوانه ١/ ٢٢٣ - العيني ٨/ ٤٠١.
(٣) غير موجود في ديوانه.
(٤) ديوانه: ٣٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>