ورابعها: أيضًا فإن حجة الوداع كانت في (آذار) بهمزتين فذال معجمة فألف فراء وقال في "القاموس": هو الشهر السادس من الشهور الرومية.
فدفع من مزدلفة قبل طلوع الشمس إلى منىً، وخطب بها الناس، ونحر بها بدنه المئة، وقسمها، وطبخ له من لحمها، وأكل منه، ورمى الجمرة، وحلق رأسه وتطيب، ثم أفاض وشرب من ماء زمزم، ووقف عليهم وهم يسقون، وهذه أعمال يظهر منها أنها لا تنقضي في مقدار يمكن معه الرجوع إلى منىً بحيث يدرك الظهر فيها، وكانت في شهر آذار. انتهى "فتح الملهم".
وقال الأبي: يجمع بين حديثيهما وحديث ابن عمر بأنه صلى الله عليه وسلم طاف للإفاضة قبل الزوال، وصلى الظهر بمكة أول وقتها، ثم رجع إلى منىً، وصلى بها الظهر مرةً أخرى بأصحابه، حين سألوه ذلك، فيكون متنفلًا للظهر الثانية. انتهى منه.
(فأتى) أي: فلما فرغ من الصلاة أتى (بني عبد المطلب) حالة كونهم (وهم يسقون) الناس من ماء زمزم، وقوله:(على زمزم) متعلق بـ (أتى)، ويحتمل: أن تكون (على) بمعنى (من) متعلقًا بـ (يسقون) أي: يغترفون منها بالدلاء، ويصبونه في الحياض، ويسقونه الناس.
قال النووي: وأما زمزم .. فهو البئر المشهورة في المسجد الحرام، بينها وبين الكعبة: ثمان وثلاثون ذراعًا، قيل: سميت زمزم؛ لكثرة مائها، يقال: ماء زمزوم، وزمزم، وزمازم؛ إذا كان كثيرًا، وقيل: لضم هاجر لمائها حين انفجرت وزمها إياه، وقيل: لزمزمة جبرائيل عليه السلام وكلامه عند فجره إياها، وقيل: إنها غير مشتقة، ولها أسماء أخر ذكرتها في "تهذيب اللغات". انتهى.
(فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انزعوا) بكسر الزاي يقال: