للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِب، لَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ"، فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ.

===

نزع - بالفتح - ينزع - بالكسر - من باب ضرب، والقياس في فعل المفتوح الذي عينه أو لامه حرف حلق .. فتح مضارعه، ولم يأت الكسر إلا في نزع ينزع ونحوها.

والنزع: الاستقاء؛ أي: استقوا الماء للناس يا (بني عبد المطلب) فـ (لولا) خوفي (أن يغلبكم الناس) ويزدحموا (على سقايتكم) أي: على استقائكم بسبب نزعي معكم .. (لنزعت) أي: لنزحت (معكم) لاستسقاء الناس معكم (فناولوه) صلى الله عليه وسلم؛ أي: أعطوه (دلوًا) من مائها (فشرب منه) أي: من مائها.

والمعنى والله أعلم: فلولا خوفي أن يغلبكم الناس؛ بأن يزدحموا على النزع؛ بحيث يغلبونكم ويدفعونكم؛ لاعتقادهم أن النزع والاستقاء من مناسك الحج .. لنزعت معكم؛ لكثرة فضيلة ذلك، وقيل: قال ذلك شفقة على أمته من الحرج والمشقة، والأول أظهر.

وفيه بقاء هذه التكرمة لبني العباس؛ كبقاء الحجابة لبني شيبة؛ إذ لو استعمله الناس معهم .. لخرج عن اختصاصه بهم.

قوله: (فناولوه فشرب منه) فيه: استحباب الشرب من زمزم، والإكثار منه، وقد صح مرفوعًا: "ماء زمزم لما شرب له"، وشربه جماعة من العلماء لمآرب فوجدوها.

قال ابن العربي: شربناه للعلم، فليتنا شربناه للورع، وأولى ما يشرب له لتحقيق التوحيد، والموت عليه، والعزة بطاعة الله تعالى، والله أعلم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داوود في كتاب المناسك، باب صفة حجة

<<  <  ج: ص:  >  >>