في تاريخ ألف وثلاث مئة وبضع وسبعين (١٣٧٣ هـ) زمن الملك سعود بن عبد العزيز، فلله الحمد على هذا التعمير.
وفي هذا الحديث رمى جمرة العقبة راكبًا، وفي "اللباب": الأفضل أن يرمي جمرة العقبة راكبًا، وغيرها ماشيًا في جميع أيام الرمي، وفي "الكنز": وكل رمي بعده رمي فارمه ماشيًا.
(فرما) ها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: رمى تلك الجمرة التي هي جمرة العقبة عقب وصوله إليها (بسبع حصيات) حالة كونه (يكبر مع كل حصاة منها) أي: من تلك السبع.
وقوله:(مثل حصى الخذف) بالجر صفة لسبع حصيات؛ أي: بسبع حصيات مماثلة لحصى الخذف في القدر والكبر، وبالنصب حال منها؛ أي: حالة كون كل من تلك السبع مثل حصى الخذف؛ أي: قدر حصى الخذف؛ أي: قدر حصىً يخذف ويرمى به بين السبابتين.
وقال الطيبي: بالجر بدل من الحصيات؛ وهي بقدر حبة الباقلاء؛ والخذف في الأصل مصدر خذف يخذف؛ من باب ضرب، فهو مصدر سمي به، وهو رميك حصاةً أو نواةً تأخذها بين سبابتيك وترمي بها؛ كما في "النهاية".
قال بعضهم: وإنما شرع مثل حصى الحذف؛ لأن ما دونها غير محسوس، وما فوقها ربما يؤذي في مثل هذا الموضع. انتهى.
وجملة قوله:(ورمى من بطن الوادي) حال من فاعل (رمى بسبع حصيات) على تقدير: (قد) أي: فرمى بسبع حصيات، حالة كونه يكبر مع كل حصاة، وحالة كونه قد رمى بها من بطن الوادي؛ أي: من أسفل الوادي، وهو المستحب؛