للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وَقَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ فَمَشَى حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ .. رَمَلَ فِي بَطْنِ الْوَادِي حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا - يَعْنِي: قَدَمَاهُ - مَشَى حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ،

===

المذكور المكرر ثلاثًا؛ كما صرحه بقوله: (وقال) أي: كرر (مثل هذا) الذكر المذكور (ثلاث مرات) قال بعضهم: (ثم) تقتضي التراخي، وأن يكون الدعاء بعد الذكر، و (بين) تقتضي العدد والتوسط بين الذكر؛ بأن يدعو بعد قوله: "على كل شيء قدير"، ويحتمل أن المعنى: لما فرغ من قوله: "وهزم الأحزاب" .. دعا بما شاء، ثم قال مرة أخرى هذا الذكر، ثم دعا حتى فعل ثلاث مرات، هذا هو المشهور عند أصحابنا، وقال بعضهم: يكرر ثلاثًا، والدعاء: مرتين، والصواب الأول انتهى "سنوسي".

(ثم) بعدما فرغ من هذا الذكر والدعاء المذكورين (نزل) النبي صلى الله عليه وسلم من الصفا ومشى (إلى المروة، فمشى) على عادته (حتى إذا انصبت) - بتشديد الموحدة - من الانصباب؛ وهو مجاز من قولهم: صب الماء فانصب؛ أي: حتى إذا انحدرت وانهبطت (قدماه .. رمل في بطن الوادي) أي: وادي المسعى؛ وهو ما بين الميلين الأخضرين، وفي رواية مسلم: (سعى) أي: رمل وعدا عَدْوًا وأسرع في مشيه؛ قيل: اقتداء بهاجر في سعيها تطلب الماء لولدها. انتهى من "الأبي".

(حتى إذا صعدتا؛ يعني): صعدت وارتفعت (قدماه) من بطن الوادي إلى جهة مروة .. (مشى) على عادته (حتى أتى المروة).

قال النووي: هكذا هو في النسخ، وكذا نقله القاضي عياض من جميع النسخ، وقال: فيه إسقاط لفظة لا بد منها؛ تقديرها: (حتى إذا انصبت قدماه .. رمل في بطن الوادي) ولا بد منها، وقد ثبتت هذه اللفظة في غير رواية مسلم،

<<  <  ج: ص:  >  >>