للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْه، حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ

===

قال أصحابنا: لكن يشترط ألا يترك شيئًا من المسافة بين الصفا والمروة، فيلصق عقبيه بدرج الصفا، وإذا وصل إلى المروة .. ألصق أصابع رجليه بدرجها، وهكذا في المرات السبع يشترط في كل مرة أن يلصق عقبيه بما يبدأ منه وأصابعه بما ينتهي إليه.

(فبدأ بالصفا، فرقي) - بكسر القاف - من باب رضي؛ أي: صعد (عليه) أي: على الصفا (حتى رأى البيت) أي: الكعبة من باب الصفا، وهو باب بني مخزوم؛ كما مر.

واعلم: أن كثيرًا من درجات الصفا دفنت تحت الأرض بارتفاعها، حتى إن من وقف على أول درجة من درجاتها الموجودة .. أمكنه أن يرى البيت، فلا يحتاج إلى الصعود، وما يفعله بعض أهل البدعة والجهلة من الصعود حتى يلتصقوا بالجدار .. فخلاف طريق أهل السنة والجماعة.

واعلم أيضًا: أن الصعود كان في الزمان الأول، أما الآن .. فمن وقف على الدرجة الأولى، بل على أرضها .. يصدق أنه طلع عليها. انتهى من "شرح اللباب".

وفي رواية مسلم زيادة: (فاستقبل القبلة) معطوف على رأى؛ أي: حتى رأى الكعبة فاستقبلها، فيه وضع الظاهر موضع المضمر؛ تنصيصًا على أن البيت قبلة، وتنبيهًا على أن المقصود بالذات هو التوجه إلى القبلة، لا خصوص رؤية البيت، وهو الآن يرى بلا رقي في قدر يسير، وقيل: قدر القامة، وهذا بالنسبة إلى الماشي دون الراكب، كذا في "المرقاة". وهذا حكم الرجال، وأما النساء .. فيقفن أسفلها؛ للبعد عن الرجال، إلا أن يخلو المسعى من الرجال فيكن كالرجال. انتهى من "الأبي".

<<  <  ج: ص:  >  >>