للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ، فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثَقِّلِ اللهُ مَوَازِينَنَا وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُنْجِنَا مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ،

===

لكم في الدنيا على لسان نبيه في كتابه العزيز، (يريد) اليوم (أن ينجزكموه) من الإنجاز وهو الإيفاء؛ أي: أن يوفي لكم ذلك الوعد ويعطيه لكم.

(فيقولون: وما هو؟ ) أي: وأي شيء ذلك الوعد، فقد أعطانا جميع النعم وأكرمنا في دار الكرامة، فأي شيء بقي لنا؟ والاستفهام في قوله: (ألم يثقل الله) سبحانه للتقرير؛ أي: ألم يثقل ويرجح (موازيننا؟ ) أي: موازين حسناتنا من التثقيل وهذا مبني على أنهم نسوا الوعد بالرؤية، وفيه أن الله تعالى يزيل عن قلوبهم الحرص ويعطيهم ما لا يطمعون المزيد عليه، ويرضيهم بفضله، (ويبيض) من التبييض؛ أي: ألم يكن الله سبحانه بيض (وجوهنا) بنور الإيمان؟ (ويدخلنا) بالجزم عطفًا على ما قبله من الإدخال؛ أي: وألم يدخلنا سبحانه (الجنة) دار الكرامة؟ (و) ألم (ينجنا) بالجزم أيضًا، ولكن بحذف حرف العلة من الإنجاء أو التنجية، وفي بعض النسخ: (وينجينا) بإثبات الياء، كما في "الترمذي" مع أنه معطوف على المجزوم إما للإشباع، أو جريًا على لغة من يجري المعتل مجرى الصحيح؛ كقوله:

ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد

بإثبات الياء في (يأتيك).

أي: وألم ينجنا (من النار) دار الهوان؟ فقد أسبغ علينا صنوف الكرامة، وأحلنا دار المقامة، فأي شيء بقي لنا؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فيكشف) أي: يزيل الله سبحانه وتعالى عن أعينهم (الحجاب) الذي حجبهم ومنعهم عن رؤيته تعالى، (فينظرون إليه) سبحانه وتعالى بأبصارهم نظرًا يليق

<<  <  ج: ص:  >  >>