للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم قَالَ: يَا مُحَمَّدُ؛ مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَكُتُبِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ"،

===

خبير بالمسؤول عنه، ولم يكن في ذلك الوقت من يعلم هذا غير النبي صلى الله عليه وسلم.

(ثم قال) الرجل السائل ثانيًا: (يا محمد؛ ما الإيمان؟ ) أي: ما حقيقة الإيمان وأركانه وأساسه؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوابه: حقيقة الإيمان وأساسه (أن تؤمن بالله) أي: أن تصدق بوجوده وبصفاته الكمالية، فالمراد بالإيمان الواقع في الجواب: المعنى اللغوي الذي هو التصديق، والإيمان المسؤول عنه هو الشرعي، فلا دور، وفي هذا إشارة إلى أن هذا الفرق بين الإيمان الشرعي واللغوي بخصوص انمتعلق في الشرعي، وحاصل الجواب: أن الإيمان هو الاعتقاد الباطني.

(و) بوجود (ملائكته) الذين خلقوا من نور من غير أب ولا أم، لا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى، (و) بإرسال (رسله) الذين كانوا من الإنس إلى عباده المكلفين بتكاليفه الشرعية، (و) بإنزال (كتبه) التي هي دستور الشرائع لعباده على رسله، (و) بمجيء (اليوم الآخر) وصف بالآخر؛ لأنه كان آخر أيام الدنيا؛ أي: أن تُصدِّق بمجيئه وبجميع ما اشتمل عليه من الإعادة بعد الموت والحشر والحساب والميزان والصراط والجنة والنار.

(و) تؤمن بـ (القدر) أي: بتقدير الله سبحانه الكائنات في الأزل على هيئة وجودها فيما لا يزال؛ أي: علمه بمقاديرها وهيئاتها وأزمنتها وأمكنتها قبل وجودها (خيره وشره) بدل من القدر، بدل تفصيل من مجمل؛ أي: وأن تصدق بخير ذلك المقدر ونفعه للعباد كالإيمان والطاعات، وبشره وضره للعباد كالكفر والمعاصي .. من الله تعالى، وهو ما دل عليه قوله تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>