ستعرف من مباحث درجته فضلًا عن الأصول، والمطلوب فيها القطع، فكيف يصح التمسك به في التكفير.
وقوله:(المرجئة والقدرية) خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: هما المرجئة والقدرية، وجعله بدلًا من صنفان يؤدي إلى الفصل بأجنبي بين التابع والمتبوع، ويجوز الجر على أنه بدل من ضمير (لهما) عند من يجوز البدل من الرابط، والنصب بتقدير أعني مشهور في مثله بين الطلبة، والمرجئة: هم الذين أرجؤوا الأعمال والفرائض، فقالوا: لا يضر مع الإسلام معصية، ولا ينفع مع الكفر طاعة، اسم فاعل من الإرجاء؛ وهو اعتقاد أن الكبيرة لا تضر مع الإيمان، وأن الإيمان إقرار باللسان ولو مع عدم الإيمان بالقلب.
وفي "السندي": والمرجئة اسم فاعل من أرجأت الأمر -بالهمزة- وأرجيت -بالياء- أي: أخرته؛ وهم فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنه لا يضر مع الإسلام معصية، كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة، سموا بذالك لاعتقادهم أن الله تعالى أرجأ تعذيبهم على المعاصي؛ أي: أخره عنهم وأبعده عنهم، وقيل: هم الجبرية القائلون بأن العبد كالجماد، سموا بذالك لأنهم يؤخرون إلى الله تعالى.
قال السيوطي: المرجئة هم الذين زعموا أنه لا يضر مع الإسلام معصية، كما أنه لا تنفع مع الكفر طاعة، وأن الله أرجأ تعذيبهم وأبعده عنهم، وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وأن إيمان أحدهم مثل إيمان الرسل وكبار الصحابة، والقدرية: نفاة القدر، وهذا الاعتقاد وغيره نقلوه من اليونان، وكل فرق المعتزلة تجمعها هذه التسمية. انتهى منه.
قال السندي: والقدرية -بفتحتين أو بسكون الدال- هم عكس ما يفهم من ظاهر التسمية، فهم الذين نفوا القدر، ويقولون بأنف الأمور بلا سبق قدر،