للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فِي الدُّنْيَا أَشَدَّ مُجَادَلَةً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ، قَالَ: يَقُولُونَ:

===

بالجملة، نظير قوله تعالى: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} (١)، وقول الشاعر:

ولقد أَمُرُّ على اللئيم يَسُبُّنِي ... فمضَيتُ ثمَّتَ قلتُ لا يَعْنِينِي

فصح وصف الحمار بجملة يحمل، ووصف اللئيم بجملة يسبني؛ لكون أل فيهما جنسية لا تفيد التعريف، فلا يكون خرقًا لقاعدتهم: إن الجمل بعد المعارف تكون أحوالًا، وبعد النكرات صفات.

وقوله: (في الدنيا) متعلق بمجادلة (أشد) بالنصب خبر (ما) الحجازية، وقوله: (مجادلة) بالنصب على التمييز، وفيه مبالغة حيث جعل المجادلة ذاتًا، فوصفت بكونها أشد ولا يمكن جر مجادلة بإضافة أشد إليها؛ لأن التنكير يأباهُ، ولأنه يلزم الجمع بين الإضافة ومِن، والقاعدة أن اسم التفضيل يستعمل بإحداهما واللام لا بهما. انتهى "سندي".

وقوله: (من المؤمنين) متعلق بأشد، والجاران في قوله: (من المؤمنين لربهم) يتعلقان بالمجادلة المقدرة، وكذا الجار في قوله: (في إخوانهم) أي: من مجادلة المؤمنين في شأن إخوانهم أو لأجل إخوانهم، والمعني: إذا خلص الله سبحانه وتعالى المؤمنين ونجاهم من النار وأمنوا على أنفسهم من دخولها .. فليست مطالبة أحدكم في الدنيا لغريمه الذي عليه حقه بالحق الذي كان له عليه .. أشد مطالبة من مطالبة المؤمنين لربهم وسؤالهم إياه يوم القيامة في شؤون إخوانهم (الذين أدخلوا النار) بالبناء للمفعول وإخراجهم منها.

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقولون) أي: يقول المؤمنون الذين


(١) سورة الجمعة: (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>