للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

رَبَّنَا؛ إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَحُجُّونَ مَعَنَا فَأَدْخَلْتَهُمُ النَّارَ فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ، فَيَأْتُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ لَا تَأْكُلُ النَّارُ صُوَرَهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَي أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى كَعْبَيْهِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا؛ أَخْرَجْنَا مَنْ قَدْ أَمَرْتَنَا،

===

نجاهم الله من النار في طلباتهم وشفاعاتهم لإخوانهم الذين في النار: يا (ربنا؛ إخواننا) الذين أدخلتهم النار (كانوا) في الدنيا (يصلون معنا، ويصومون معنا، ويحجون معنا، فـ) مع ذلك (أدخلتهم النار) لحكمة لا نعلمها وأنت تعلمها، فأخرجهم لنا من النار، (فيقول) الله جل جلاله وعم نواله لأولئك المجادلين: (اذهبوا) إلى النار (فأخرجوا) منها (من عرفتم منهم) أي: من أهل النار.

(فيأتونهم) أي: فيأتي الشافعون أهل النار (فيعرفونهم) أي: فيعرفون إخوانهم الذين جادلوا في حقهم (بصورهم) أي: بألوانهم التي في وجوههم؛ فإن الوجه لا يتغير بالنار لأن النار لا تأكل أعضاء السجود، كما ورد في الخبر الصحيح، وفي "الكفاية": قوله: (بصورهم) أي: بوجوههم وهيئاتهم، وفي المخطوط (بصورتهم) بدل (بصورهم)، فانظر كيف يكون هذا الإخراج لمن لم يكن في قلوبهم محبة له في الدنيا، فلعل من لا يتحابون لا يشفعون هذه الشفاعة، أو أن الله تعالى يدخل المحبة في قلوبهم في تلك الحالة؛ أي: يعرفونهم بصورهم وألوانهم التي لهم في الدنيا؛ لأنه (لا تأكل النار) ولا تغير (صورهم) التي في أعضاء السجود.

(فمنهم) أي: فمن إخوانهم الذين يريدون إخراجهم (من أخذته) وأحرقته (النار إلى أنصاف ساقيه) جمع النصف فرارًا من كراهة إضافة المثنى إلى مثله؛ أي: إلى أوساط ساقيه، أو جمعه نظرًا إلى كثرة أفرادهم، (ومنهم من أخذته إلى كعبيه، فيخرجونهم فيقولون): يا (ربنا؛ أخرجنا من قد أمرتنا)

<<  <  ج: ص:  >  >>