(فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى) ففي أي محل أدخل منها؟ (فيقول الله سبحانه) وتعالى: (اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع) إليه تعالى (فيقول: يا رب؛ إنها ملأى، فيقول الله: اذهب فادخل الجنة؛ فإن لك) في الجنة (مثل الدنيا) أي: قدر الأرض المعمورة في الدنيا (وعشرة أمثالها) أي: عشرة مقدارها (أو) قال الراوي أو النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا) أي: عشرة مقدارها، والشك من الراوي أو ممن دونه.
قال الأبي: والأظهر أنه يعني بالدنيا: المعمور من الأرض؛ لتقديره في بعض الطرق: يملك ملك الدنيا، وإنما يملك منها المعمور فقط. انتهى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(فيقول) الرجل لربه عندما قال له: (إن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها): (أتسخر) وتهزأ (بي) يا رب (وأنت الملك) المالك لكل مخلوق من الجنة والنار وأهلهما؟ !
(أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم أو الراوي: (أتضحك بي) يا رب (وأنت الملك) المالك للجنة ونعيمها.
قال النووي: وهذا شك من الراوي؛ هل قال:(أتسخر بي) أو قال: (أتضحك بي) فإن كان الواقع في نفس الأمر (أتضحك بي) .. فمعناه:(أتسخر بي) لأن الساخر يضحك في العادة ممن يسخر به، فوضع الضحك موضع السخرية مجازًا.