دخولًا الجنة) أتى بالإظهار في موضع الإضمار؛ دفعًا لما يتوهم من عود الضمير على النار لو قال:(دخولًا فيها) وإلا .. فمقتضى المقام أن يقال:(دخولًا فيها).
قال القاري: الظاهر أنَّهما متلازمان، فالجمع بينهما للتوضيح، ولا يبعد أن يكون احترازًا مما عسى أن يتوهم من حبس أحد في الموقف من أهل الجنة حينئذ، هو؛ أي: ذلك الآخر: (رجل يخرج من النار حبوًا) أي: مشيًا على اليدين والركبتين، وقيل: على اليدين والرجلين، وربما قالوا: على يديه ومقعدته، وفي رواية الترمذي:(زحفًا) قال أهل اللغة؛ ابن دريد وغيره: والزحف هو المشي على الاست مع إشرافه بصدره، فحصل من هذا أن الحبو والزحف متماثلان أو متقاربان، ولو ثبت اختلافهما .. حمل على أنه في حال يزحف، وفي حال يحبو، والله أعلم.
(فيقال) من جهة الله سبحانه وتعالى (له) أي: لذلك الرجل: (اذهب فأدخل الجنة، فيأتيها) أي: فيأتي ذلك الرجل على باب الجنة (فيخيل إليه) أي: فيتصور إلى ذلك الرجل في رأي عينيه (أنها) أي: أن الجنة (ملأى) أي: مملوءة بأهلها (فيرجع) ذلك الرجل إلى موضع مناجاة الرب (فيقول: يا رب؛ وجدتها) أي: وجدت الجنة (ملأى) أي: مملوءة بأهلها، ففي أيِّ محل أَدْخُلُ منها؟
(فيقول الله: اذهب فأدخل الجنة، فيأتيها) أي: فيأتي ذلك الرجل الجنة (فيخيل إليه أنها ملأى) أي: فيتصور إليه أنها مملوءة بأهلها،