(و) الحال أنه (ما فيهم) أي: في أهل الجنة (دنيء) أي: خسيس العمل (فيروعه) أي: فيُحْزِنُ ذلك المرتفع (ما يرى عليه) أي: على الأدنى (من اللباس) الدون (فما ينقضي) ويتم (آخر حديثه) أي: حديث ذلك المرتفع مع ذلك الأدنى (حتى يتمثل) ويتصور (له) أي: لذلك المرتفع (عليه) أي: على ذلك الأدنى لباس (أحسن) وأجمل (منه) أي: من لباس المرتفع.
قوله:(فيروعه ما يرى) أي: يبصره (عليه من اللباس) الضمير المجرور يحتمل أن يرجع إلى (من) فيكون الشروع مجازًا عن الكراهة مما هو عليه من اللباس، ويدل عليه قوله:(فما ينقضي آخر حديثه) أي: ما أُلقيَ في روعه من الحديث، وضمير المفعول فيه عائد إلى من (حتى يتخيل عليه) بصيغة البناء للفاعل، وفي نسخة؛ يعني من "المشكاة" بالبناء للمفعول؛ أي: حتى يتصور له (ما هو أحسن منه) أي: يظهر عليه أن لباسه أحسن من لباس صاحبه.
(وذلك) أي: سبب ما ذكر من التخيل والتمثل (أنه) أي: أن الشأن والحال (لا ينبغي لأحد أن يحزن) - بفتح الزاي - أي: أن يغتم (فيها) أي: في الجنة فيحزن هنا لازم؛ من حزن - بالكسر - لا من باب نصر؛ فإنه متعد وهو غير مناسب هنا (قال) النبي صلى الله عليه وسلم أو أبو هريرة؛ كما مر نظيره أيضًا:(ثم ننصرف) ونرجع من ذلك السوق (إلى منازلنا) وقصورنا (فتتلقانا) من التلقي؛ كما في "الترمذي" وفي نسخة: (فتلقانا) من اللقاء؛ كما في بعض النسخ؛ أي: تستقبلنا أو فتلقانا (أزواجنا) من نساء الدنيا ومن الحور العين