(ثم) بعد ذلك الطيب (يقول) الله لهم: (قوموا إلى ما أعددت) وهيأت وادخرت (لكم من الكرامة) والمنزلة (فخذوا) ها هنا (ما اشتهيتم) وأحببتم منها (قال) النبي صلى الله عليه وسلم أو أبو هريرة مرفوعًا حقيقةً أو موقوفًا في حكم المرفوع؛ كما في "التحفة"(فنأتي) نحن معاشر أهل الجنة (سوقًا) عظيمًا (قد حفت به الملائكة) - بتشديد الفاء بالبناء للفاعل أو للمفعول - أي: أحاطت به الملائكة، أو أمرت الملائكة بإحاطتها وحراستها (فيه) أي: ذلك السوق (ما لم تنظر) ولم تبصر (العيون) أي: عيون الخلق (إلى مثله) وشبهه (ولم تسمع الأذان) أي: آذان الخلق - بمد الهمزة جمع أذن - أي: وما لم تسمع الآذان بمثله من الأصوات الحسية المطربة (و) ما (لم يخطر) - بضم الطاء - أي: وما لم يخطر مثله (على القلوب) أي: قلوب الخلق.
(قال) أي: النبي صلى الله عليه وسلم أو أبو هريرة؛ كما مر نظيره:(فيحمل لنا) أي: تحمل لنا الملائكة أو الولدان مما في ذلك السوق (ما اشتهينا) إلى قصورنا وأحبتنا حالة كون ذلك السوق (ليس يباع فيه شيء) مما فيه (ولا يشترى) مما فيه شيء (وفي ذلك السوق يلقى) ويرى (أهل الجنة بعضهم بعضًا) والسوق هو يذكر ويؤنث، فلذلك أنثه تارة، وذكره تارة، والتأنيث أكثر وأشهر (فيقبل) من الإقبال؛ أي: فيأتي (الرجل) من أهل الجنة (ذو المنزلة المرتفعة، فيلقى) أي: يرى ذلك الرجل المرتفع (من هو دونه) في المنزلة