(فيقلن) لنا: أتيتم (مرحبًا) أي: مكانًا واسعًا لا ضيق فيه (و) رجعتم (أهلًا) أي: وجدتم عيالًا لكم، والله (لقد جئت) وأتيت لنا (وإن بك) يا زوجي؛ أي: والحال أن بك يا زوجي (من الجمال) أي: من جمال الجسم (و) من رائحة (الطيب أفضل) وأجمل وأطيب (مما) أي: من الجمال والطيب الذي (فارقتنا) في الدنيا وأنت (عليه) أي: على ذلك الجمال والطيب.
(فنقول) نحن لأزواجنا في جواب ما قلن لنا: وذلكن الذي قلتن لنا من زيادة الجمال والطيب لنا يحق ويثبت لنا (إنا جالسنا) أي: لأنا جالسنا (اليوم) في محاضرة (ربنا الجبار) أي: الذي يجبر عباده على ما يشاء (عز) أي: اتصف بكل الكمالات (وجل) أي: تنزه من كل النقائص (ويحقنا) أي: يثبت لنا ويجب علينا ويليق بنا (أن ننقلب) ونرجع إليكن يا أزواجنا (بمثل) وشبه (ما انقلبنا) به ورجعنا عليه من محاضرة ربنا؛ من الانقلاب بمعنى: الانصراف.
قوله:(ويحقنا) - بكسر الحاء وتشديد القاف - وفي "القاموس": من حق الشيء؛ إذا وجب، ووقع بلا شك، وحقه: أوجبه، لازم ومتعد؛ فالمعنى: يوجبنا ويلزمنا، ويمكن أن يكون من باب الحذف والإيصال؛ أي: يحق لنا ويليق بنا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي، وقال: هذا حديث غريب.
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ كما مر آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة الأول.